يروي صاحب القصة التي حدثت في أرض الشيشان وتحديداً في جروزني قبل مدة فيقول : خرجنا في كتيبة مع قائد العملية .. وفي أثناء عودتنا من جروزني إلى الجبال إذا بالطائرات الروسية تقوم بإنزال المئات من الجيش الروسي .. فتوزعنا في المكان ونحن عراة الأقدام ، وفي ليل حالك الظلام والأرض من تحتنا ثلج .
نزل الجيش الروسي فوق الجبال ونحن في الأسفل وأشكالنا مرئية وواضحة لهم ، لأننا في الأسفل وهم في الأعلى ولا يوجد مخبأ ساتر وبعد أن أثاروا الجلبة والإزعاج بدأوا بإطلاق النار .. وأقسم بالله العظيم إنا لنراهم يطلقون النار إلى الأعلى ونحن في الأسفل ، ونرى شرر نيرانهم واستمر الإطلاق مدة نصف ساعة تقريباً ونحن ندعو الله أن يخذلهم ويعمي أعينهم عنا .. ثم ساد السكون بغتة والهدوء فانتظرنا نصف ساعة أخرى ثم قال القائد خطاب : نريد مجموعة ترحل إلى أعلى الجبل ليعلمونا ما الخبر ولماذا وقف إطلاق النار ، فرفع الجميع أيديهم فاختار خطاب منهم سبعة فذهبوا هناك .
وبعد ساعة سمعنا تكبيرهم فوق الجبل .. فخرجنا إليهم ونحن مندهشين و يلتهمنا الفضول ونسألهم ما الخبر فيكبرون وعادة لا يكبر المجاهدون إلا عند الفتح أو حدوث أمر جليل .
صعدنا الجبل وهناك كانت المفاجأة : مئات من الروس قد قطعوا كأنما قطعوا بسيوف حادة أو بمناشير كهربائية حتى أننا قلنا لا يستطيع إنسان أن يقطع بمثل هذه القوة حيث كان القطع حاداً جداً .. والأغرب من ذلك أن الكلاشينكوف في أيد الروس لم يتأثر أو حتى يخدش .. والمشارط في جيوبهم سليمة تماماً وكذلك باقي الأسلحة وأعداد الجنود الروس المقطعين كانت بالمئات .. فعلمنا أن الله نصرنا بجند من عنده وشد أزرنا بمكرمة عظيمة ولله الحمد والمنة والحكمة البالغة في ذلك .
______________________________
المجاهد وسباع الأرض
******************
في سنة 50هـ ظهرت فكرة إنشاء مدينة القيروان كمعسكر دائم للمسلمين داخل بلاد إفريقية 'تونس' وكان الباعث على إنشائها ما قاله كبير المجاهدين وقتها عقبة بن نافع الفهري 'إن إفريقية إذا دخلها إمام أجابوه للإسلام فإذا تركها رجع من كان أجاب منهم لدين الله إلى الكفر فأرى لكم يا معشر المسلمين أن تتخذوا مدينة تكون عزاً للإسلام إلى آخر الدهر' واختار عقبة مكاناً استراتيجياً من الناحية العسكرية ولقد اختاروها على الطريقة العربية لتكون بعيدة عن البحر لتأمين تهديد الأساطيل وقريبة من الصحراء لتصعب محاصرتهم , وكان الموقع المختار كثير الأشجار وكان مأوي للسباع والحيات والوحوش المفترسة , فأمر عقبة بقطع الأشجار وتمهيد المكان فقال له أصحابه 'إنك أمرتنا بالبناء في شعار ويغاض لا ترام ونحن نخاف من السباع والحيات وغير ذلك من دواب الأرض' وكان في عسكره خمسة عشر رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم وصف الناس وأخذ يدعو الله عز وجل ويبتهل في الدعاء والصحابة والناس تؤمن على دعاءه ثم نادى بأعلى صوته 'أيتها الحيات والسباع نحن أصحاب رسول الله فارحلوا عنا فإنا نازلون ومن وجدناه بعد ذلك قتلناه ' فإذا بالسباع تخرج من الشعار تحمل أشبالها والذئب يحمل جروه والحيات تحمل أولادها فنادى عقبة في الناس 'كفوا عنهم حتى يرتحلوا عنا' فلما تم خروجهم نزل عقبة المكان وبني مدينة القيروان