بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد
إن علماء الإسلام قد بينوا حكم الدخان ،مما لا يدع مجالا للشك في حرمته، وذكر كثير من علماء الطب ضرره وسوء عواقبه على نفس المدخن وعلى المحيط العائلي به، والعلة التي بني عليها حكم التدخين ، تدور حول أضراره ؛ وأنه قتل للنفس بغير حق فهو انتحار بصورة أخرى، والقاعدة الأصولية أن "الضرر يزال "لقوله صلى الله عليه وسلم: لا ضرر و لا ضرار
والعلة الأخرى أن تبذير للمال وإسراف في ولا يخفى أن المبذرين إخوان الشياطين كما قال سبحانه وتعالى في سورة الإسراء ، فجعلهما مشتركين في صفة واحدة هي التبذير والإسراف فإن كان المبذر قد أسرف في الإنفاق ووضع المال في غير حله وفي غير ضرورة. فإنالشيطان أسرف في المعصية، فلم يكتف بأن يكون عاصياً في ذاته، بل عدى المعصية إلصغيره وأغوى بها وزينها؛ لذلك وصفه الحق سبحانه بقوله: " وكان الشيطان لربه كفوراً".
وإني ههنا لا أريد أن أعرض الأدلة الشرعية في حرمة التدخين ، والتي لا يسع المسلم حين يسمعها إلا أن يمتثل أمر الله عزوجل و أمر رسوله ولا يحكم غير الشرع في ذلك، ولكني أريد أن أناقش أخي المدخن بالعقل السوي والفطرة السليمة فأقول
أخي المدخن إن الله عزوجل خلق الأطعمة والأشربة على قسمين طيب وخبيث فقال سبحانه وتعالى: "ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث"، فهل السيجارة طيبة أم خبيثة؟فإن كنت غير مجادل لأجبت بأنه خبيث ، وقد أفتيت نفسك بحرمته، وإن كنت مجادلا قلت: أنه طيب، فأسألك مرة أخرى ، فلم إذا إن انتهيت من سيجارتك وضعتها تحت رجلك؟ وهل توضع الطيبات تحت القدم؟ وإنما هذا دليل على حقارتها ومهانتها.
ثم إن كان هذا المنظور حول التدخين خاطئا فلم يمنع المدخن ابنه من التدخين،
وإن كان طيبا فلم لا يأتي بعلبة لزوجته وأبنائه ، وهل يمنعهم من الطيبات
إن الدلالة العرفية تنبؤك بخبث التدخين، هب أن رجلا كان صائما وكان في المسجد فأذن المؤذن فهل يستطيع أن يأكل تمرا ويشرب حليبا؟ الجواب: نعم وما المانع،
ولكن مدخن كان يدخن وأذن مؤذن الصلاة ،
فهل يستطيع أن يقف في ساحة المسجد فقط ويكمل سيجارته ؟
فضلا عن أن يدخل به المسجد.
أخي المدخن: إن الله عزوجل ما منع هذه المحرمات إلا لحكم عظيمة قد تخفى على بني البشر ،ووالذي نفسي بيده لحرمة التدخين أجلى من الشمس في ناصعة النهار، فلم لا تمتثل أمر ربك ؟ ولم لا تطيعه؟ واعلم وفقني الله وإياك لطاعته أن التدخين فيه مصيبتين إحداها أعظم من الأخرى:
أولا أنه معصية عظيمة.
وثانيا: أنه مجاهرة بالمعصية والنبي صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتي معافى إلا المجاهرون.<
فأسال الله عزوجل أن يتقبل توبتك أخي المدخن ، وأن تمتثل أمره ، ولا تجعل شيئا لايزن غرامات، ولا يتجاوزسنتمترات يتحكم في شخص طوله اذرع ووزنه كلوغرامات ، والله الموفق وهوالهادي إلى سواء السبيل