شيبتني في ليلة واحدة
يروي الكاتب قصة عن المجاهدين العرب الليبيين , وهو أنه في أحد الأيام قام إثنين من المجاهدين بالأستطلاع لمعرفة مكان تخييم جيش الإيطاليين فعندما إقتربا من المخيم رآهم الحراس فلحق بهم عدد كبير من جيش الإيطاليين فدخل المجاههدين الى الغابة ليحتميا بالأشجار فاشتدت المطاردة وإقترب منهم الإيطاليين أكثر فرئيا جحر في الأرض (كهف صغير داخل الأرض) فقررا أن يدخلاه وعندما دخلاه و بالكاد فعلا لأن فتحة الجحر كانت ضيقةً فإختبأ لهم العدو ليعرف مصدرهم ومعرفة مكان المجاهدين الأخرين , وبعد عدة ساعات داخل هذا الجحر المظلم و الأختناق بداخله قرر احدهم الخروج و قال لصديقه لا يوجد احد في الخارج فقال له صديقه إصبر حتى الصباح فلم يكترث له و خرج من الجحر ليجد جيش الإيطاليين بإنتظاره فلم يكد يخرج حتى بدأ رميه بالرصاص ومات أمام صديقه الذي حاول جاهداً أن يقنعه بالصبر إلا إنه قد أبى و إسبعجل و لقيى مصرعه علي أيدي الإيطاليين فلم يكن من صديقه إلاأن لزم مكانه ولم يتحرك , ومرت الساعات و الساعات و جيش الإيطاليين لم يتحرك من مكانه فبينما هو سارح يفكر في أهله و حاله و كيف ينجو من هذه المحنة إذ بصوتٍ يقترب منه صوت حثيث و تكسر أغصان الأشجارٍ و شئ يمشي على الأعشاب فعرف أن هذه الحفرة أو الجحر ماهي إلا وكر أبيت لحية كبير تدعى ( الهايشة أو الهامة أو صل كبير) لا أعرف بالضبط ماهي التسمية المناسبة لها بالمصطلح الليبي لكن ما كان من الرجل إلا أن يلزم مكانه وألا ألتهمته هذه الحية الضخمة فما عاد يفكر في أمر عدوه مع هذا الموت المأكد فما كان منه إلا أينام على بطنه و يضع رأسه في الأرض و يضع يداه على وجهه أو بمعنى أصح على رأسه ليواريى أنفاسه فلما فعل جاءت الحية الضخمة و نامت فوقه لأنها شعرت بمكان دافئ فنامت و لفت نفسها عليه أو فوقه لا أعلم المهم أنه أمضى تلك الليلة هكذا الى أن ظهر النهار و ذهبت تلك الحية تبحث عن طعامها وعندما تأكد أنها رحلت خرج ليتأكد من جيش العدوا فوجدهم قد رحلو فعندما دخلت تلك الحية الضخمة قالوا أنه لا يمكن أن يعيش أحد في هذا الوكر بعد أن تدخل هذه الحية إلى جحرها فسبحان الله فقد نجى هذا الرجل بسبب هذه الحية , ورجع إلى اهله ليخبرهم بما حصل له و لزميله , فعندما قام الرجل بعد هذه المحنة بحلاقة رأسه و عندما نما له شعر آخر أصبح لونه أبيض ( شيب ) من شد هول ذلك اليوم . لهذا سميت بــشيبتني في ليلة واحدة