الأخلاق الهابطة
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخلاق الهابطة
هناك عدة أخلاق منتشرة بين الأطفال لا بد من مزكياتها و التحذير منها و هي :
أخلاق الكذب
و هو خلق ذميم، فواجب على الآباء و المربين أن يراقبوا أولادهم حتى لا يقعوا في ذلك الخلق الشنيع و يكفي الكذب تشنيعا و تقبيحا ، إن عدة الإسلام من خصال النفاق
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : إن النبي صلى الله عليه و سلم قال : أربع من كن فيه ، كان منافقا خالصا، و من كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ، إذا اؤتمن خان ، و إذا احدث كذب، و إذا عاهد غدر، و إذا خاصم فجر
خلق السرقة
و هو لا يقل خطرا عن الكذب ، و هو منتشر في البيانات المتخلفة التي لم تتخلق بأخلاق أفلا سلام و لم تترب على مبادئ التربية و الإيمان .
و من المعلوم بداهة إن الطفل منذ نشأته، إن لم ينشا على مراقبة الله و الخشية منه، و أن لم يتعود على الأمانة و أداء الحقوق، فان الولد ـ لا شك سيدرج على الغش و السرقة و الخيانة، و أكل أموال بغير حق بل يكون شقيا محروما يستجد منه المجتمع و يستعيد من سوء فعاله الناس
لهذا ، كان لزما على الآباء أن يغرسوا في نفوس أبنائهم عقيدة المراقبة الله و خشية منه، و أن يعرفهم بالنتائج الوخيمة التي تنجم عن السرقة و تستفحل بسبب الغش و الخيانة
خلق السباب و الشتائم
و هو خلق قبيح منتشر في محيط الأولاد خاصة من تربوا بعيدا عن هدي القرآن و الالتزام بالإسلام
يقول عبد الله علوان : و السبب في انتشار ظاهرة السباب و الشتائم
بين الأولاد يعود إلى أمرين
لأول : القدوة السيئة : فالولد حينما يسمع أبويه كلمة الفحش و السباب و ألفاظ الشتيمة و المنكر فان الولد ـ لا شك ـ سيحاكي كلماتهم و يتعود ترداد ألفاظهم، فلا يصد منه في النهاية إلا الكلام فاحش، و لا يتلفظ إلا بالمنكر القول و زوره
الثاني : الخلطة الفاسدة
فالولد الذي يلي للشارع و يترك لقرناء السوء و رفقاء الفساد فمن البديهي أن يتلقن لغة اللعن و السباب و الشتيمة و من الطبيعي أن يكسب منهم أحط الألفاظ و أقبح العادات و ينشا على أسوا ما يكون من التربية الفاسدة و الخلق الأثيم
لهذا كله وجب على الآباء و الأمهات و المربين جميعا أن يعطوا للأولاد القدوة الصالحة في حسن الخطاب ، و تهذيب اللسان و جمال اللفظ و التعبير
كما يجب عليهم أن يجنبوهم لعب الشارع و الصحبة الأشرار و قرناء السوء حتى لا يتأثروا من انحرافهم و يكتسبوا من عاداتهم
و يجب عليهم كذلك أن يبصروهم مغبة اللسان و نتيجة البذاءة في تحطيم الشخصية و سقوط المهابة و إثارة البغضاء و الأحقاد بين أفراد المجتمع
و يمكنك أن تلقي على إسماعهم بعض الأحاديث التي تنهي عن اللعن و السب مثل :
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : إن النبي صلى الله عليه و سلم قال : سباب المسلم فسوق و قاتله كفر
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن من اكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه قيل يا رسول الله كيف يلعن الرجل والديه ؟ قال يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه و يسب أمه
خلق الميوعه و الانحلال
يقول عبد الله علوان : أما الظاهرة الميوعة و الانحلال فهي أقبح الظواهر التي تفشت بين الأولاد المسلمين و بناتهم في هذا العصر الذي يلقب بالقرن العشرين فحيثما أجلت النظر نحو كثير من المراهقين الشباب و المراهقات الشابات قد انساقوا وراء التقاليد الأعمى و انخرطوا في تيار الفساد و الإباحية، دون رادع من الدين أو وازع من الضمير كان الحياة في تصورهم عبارة عن متعة زائلة و شهده هابطة و لذة محرمة فإذا فاتهم هذا الدنيا سلام
و قد ظن بعض ذوي العقول الفارغة إن آية النهوض بالرقص الماجن و علامة التقدم بالاختلاط الشائن و مقاييس التجديد بالتقليد الأعمى فهؤلاء يانهزموا في ميادين الكفاح و الجهاد
فترى الواحد من هؤلاء ليس له هم في الحياة الا يتخنفس في مظهره و أن يتخلع في مشيته و أن يتميع في منطقه، و أن يبحث عن ساقطة مثله ليزيح رجولته عند قدمها و يقتل شخصيته في التودد إليها... وهكذا يسير من فساد إلى فساد ومن ميوعة إلى ميوعة يقع نهاية المطاف في الهاذية التي فيها دماره و هلاكه و من هنا يتعين على المربي أن يهذب أخلاق الولد وان يبعده عن الصحبة السوء و أن يربطه بالصحبة الطيبة، و عليه أيضا أن يباشر الولد؛ فإذا وجد منه اعوجاجا سارع بتقويمه قبل أن يتأصل فيه
من كتاب
فتح المنان في صيفات عباد الرحمان
لوحيد بن عبد السلام بالي