آداب الصبر
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
ومن آداب الصبر استعماله في أول الصدمة لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم . إنما الصبر عند الصدمة الأولى ـ حديث صحيح
و من آداب لاسترجاع عند المصيبة ، لحديث أم سلمة رضي الله عنها و هو من رواية مسلم
ومن الآداب : سكون الجوارح و اللسان
فأما البكاء فجائز قال بعد الحكماء : الجزع لا يرد الفائت ، و لكن يسر الشامت
و من حسن الصبر أن لا يظهر اثر المصيبة على المصاب ، كما فعلت أم سليم امرأة أب طلحة لما مات ابنها و حديثها مشهور في صحيح مسلم
1. و قال ثابت البنائي : مات عبد الله بن طرف فخرج مطرف على قومه في ثياب حسنة و قد ادهن ، فغضبوا و قالوا : يموت عبد لله ثم تخرج في ثياب من هذه مدهنا ؟ قال : فاستكين لها ، و قد و عدني ربي تبارك و تعالى ثلاث خصال كل خصلة أحب إلي من الدنيا و ما فيها، قال الله تعالى ** الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } 157 ـ البقرة
و قل مطرف ما شيء أعطى به في الآخرة قدر كوز من ماء لا وردت انه اخذ من الدنيا
و كان صلة بن أشيم في الغزو مع ابنه فقال : أي بني تقدم قاتل حتى احتسبك ، فحمل فقاتل حتى قتل فاجمع النساء عند أمه معادة العدوية فقالت : مرحبا إن كنتن جئتن تهنئنني و إن كنتن جئتن لغير فارجعا
روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أمه قال : إذا مرض العبد الله بعث الله إليه ملكين فيقول : انظروا ما يقوله لعواده فان حمد الله تعالى إذا دخلوا عليه رفعا ذلك من الله تعلى هو اعلم فيقول لعبدي إن أنا توفيته أن ادخله الجنة و إن أنا أشفيتهأن أبدله لحما خير من لحمه و دما خير من دمه و إن كفر عنه خطياه
و قال علي رضي الله عنه امن إجلال الله و معرفة حقه أن لا تشكو و جعك و لا تذكر مصيبتك
ما روي أن عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز لما مات دفنه عمر رضي الله عنه و سوى عليه التراب ثم الستوى قائما فأحاط به الناس فقال : رحمك الله يا بني ! قد كنت برا بابيك و الله مازلت منذ وهبك الله لي مسرورا بك و الله ما كنت قط اشد بك سرورا و لا أرجى بحظي من الله تعالى فيك منذ وضعتك في هذا المنزل الذي صيرك الله إليه
بيان فضائل الصبر
و الأحاديث في فضل الصبر كثيرة منها ما أخرجاه في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت :قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عز وجل بها عنه حتى شوكة يشاكها
و في حديث آخر : ما يصيب المسلم من صب و لا نصب و لا هم و حزن و لا أذى و لا غم ، حتى الشوكة يشاكها إلا غفر الله بها خطياه ، أخرجاه في الصحيحين
و في حديث آخر لا يزال البلاء بالمؤمن و المؤمنة في جسده و في ماله و في ولده حتى يلقى لله و ما عليه من خطيئة
و في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أي الناس اشد بلاء ؟ قال الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل من الناس يبتلى العبد على حسب دينه ، فان كان في دينه صلابة زيد في بلائه و إن كان في دينه رقة خفف عنه و ما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض و ليس عليه خطيئة ـ قال الترميذي حديث حسن صحيح
و رويت عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال : قال الله تعالى : إذا ودهت إلى عبد من عبادي مصيبة في بدنه أو ماله أو ولده ثم استقبل ذلك بصبر جميل استحييت منه يوم القيامة أن انصب له ميزانا أو انشر له ديوانا
منقول من كتاب مختصر
منهج القاصدين
الإمام الشيخ أحمد بن عبد الرحمن
بن قدامة المقدسي